أميركا تحرق المصاحف والإسلاميون الجدد يصمتون
د.نسيب حطيط
أحرقت أميركا(سيدة العرب) القرآن،وتراقص الملوك والأمراء مع بوش، حاملين السيوف الذليلة،وتواصل إسرائيل تهويد القدس وبناء المستوطنات(والإسلاميون الجدد) صامتون وإن تكلموا تحدثوا عبر الإعلام الإسرائيلي.
لم يستنكر علماء السعودية والشيخ القرضاوي والأخوان المسلمون حتى الآن ، صمت الجميع وابتلعوا ألسنتهم،وتفرغوا في مؤتمراتهم لإسقاط سوريا وحشد الجيوش والقوات الدولية والعربية لحفظ السلام في سوريا وحماية الشعب السوري من دولته .
ولقد اكتشفنا الآن أن للعرب إرادة وقرار، وتبين أن لديهم أموالا يصرفونها لتخريب البلاد العربية وشراء الأحزاب وتسليح المعارضات المشبوهة ولم يسدوا جوع الصومال ،وعرفنا أن لديهم جيوشا يمكن أن تتحرك خارج حدودهم ،و لم تشارك هذه الجيوش إلا في إستعراضات الأعياد الوطنية وعيد الجلوس على العرش،ولانعاتب الملوك والأمراء لتقاعسهم عن نصرة القضية الفلسطينية أو الموقف العقائدي... ولكننا نسأل الحركات الإسلامية من الأخوان المسلمين وحماس والحركات السلفية وأتباعهم ومشايخهم ونستعرض ونسألهم عن موقفهم من القضايا السياسية والعقائدية الآن؟
لقد سقط حسني مبارك بعد تحرك الحركات الشبابية، وتأخر الأخوان المسلمون عن النزول لميدان التحرير بل وعملوا في اللحظات الأولى لمنع المشاركة ، وبعد نضوج الشارع شارك(الأخوان)في الإنتخابات وغابت الحركات الشبابية وسيطر الأخوان المسلمون والسلفيون على مجلس الشعب ومجلس الشورى أي على التمثيل الشعبي ومؤسسات صناعة النظام ولكن ماذا تغير في مصر وتونس وليبيا ،سياسيا وإجتماعيا":
- إلتزم الإسلاميون الجدد بإتفاقيات كامب ديفيد مع العدو الإسرائيلي كما فعل أنور السادات وبعده حسني مبارك.
- أبقى الإسلاميون الجدد الحصار على قطاع غزة،وسيمفونية إغلاق وفتح معبر غزة،وفي الأسبوع الأخير انقطعت الكهرباء عن غزة ومستشفياتها وتم تهريب المحروقات عن طريق الأنفاق،تماما كما في عهد حسني مبارك.
- قاطع الأخوان ،إيران كما قاطعها حسني مبارك،وكانوا على تواصل معها قبل سقوط مبارك وإستلامهم الحكم.
- غاب(الإسلاميون الجدد)عن قضايا الإسلام المركزية تهويد القدس،الإعتداءات على المسجد الأقصى،إحراق القرآن الكريم ثورة البحرين(لأسباب مذهبية)ولم يشاركوا في القتال ضد إسرائيل قبل مبارك وبعد مبارك.
- لقد انصاعت حركة حماس لإستراتيجية(الأخوان المسلمين)الجديدة وفق الإتفاق مع الأميركيين على معادلة(الحكم للأخوان... ولإسرائيل الأمان) وأعلنت أنها تمثل الذراع الجهادية للأخوان،مما يعني إمكانية إستخدامها في الساحات العربية بحجة دعم الثورات الشعبية،وكما صرح إسماعيل هنية في الأزهر منذ أيام بأنه يحيي الشعب السوري في حراكه من أجل الحرية والديمقراطية أي ضد النظام السوري الذي حمى وحضن حماس حتى(بلغت أشدها)عندما طردها العرب وحاصروها.
واتجهت حماس نحو المصالحة مع السلطة الفلسطينية برعاية قطر(المقاومة)من مؤتمر هرتسليبيا،وكانت حماس قد امتنعت عن المصالحة منذ أيام مبارك،وها هي حماس تعلن أنها بصدد التحالف مع أبو مازن لتحويل المقاومة المسلحة إلى (مقاومة شعبية)بعدما أعلن أمر العمليات حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري ( أن حماس قد انتهت كحركة مقاومة مسلحة).
أما في ليبيا فقد أسقط الثوار تمثال الرئيس جمال عبد الناصر تحت راية الناتو،كما هدم القذافي قبر المجاهد عمر المختار وكلاهما وجهان لعملة واحدة فالقذافي عاقب المختار لمقاومته الإستعمار الإيطالي، والثوار عاقبوا عبد الناصر لمقاومته العدوان الثلاثي على السويس.
لم نسمع من الثورات العربية المزعومة شيئا باتجاه فلسطين سوى تصريح بسمة قضماني من مجلس اسطنبول بأنها بحاجة لإسرائيل،ولم نقرأ بيانا ضد الأميركيين وسياساتهم وحتى إحراق المصاحف في أفغانستان،ولم يشمئز(الثوار)العرب من الفيتو الأميركي ضد الدولة الفلسطينية ،أميركا تحرق القرآن وإسرائيل تهدم المسجد الأقصى وبعض الأعراب يحاصرون المقاومة،ويسلحون المعارضات المشبوهة.
إن أميركا تحرق القرآن للتأسيس لحرب دينية مسيحية -إسلامية،حيث يمكن أن تأمر أميركا القاعدة وعملائها من الحركات السلفية، للقيام بأعمال إنتقامية ضد المسيحيين كرد على إحراق القرآن، لتعميم الفتنة الطائفية وتسهيل ولادة الشرق الأوسط الأميركي الجديد.